0


(1)هل سمعته صلى الله عليه وسلم، وتأسيت بهديه وبلَّغت عنه؟


هل هششت لحديثه ففرحت لفرحه وبكيت لبكائه ثم حزنت لفقده؟


هل رأيت الكائنات تتسابق حبا له، فرأيت حنين الجذع إليه، وسلام الحجر عليه.

والماء ينبع من بين كفيه، وانشقاق القمر له وشكوى البعير اليه؟

هل تعرفت على نسبه وشرفه وأخباره وجهاده وأصحابه وأعدائه ؟

هل شاهدته قائدًا شجاعًا، وحاكمًا عدلًا، وعابدًا متبتلًا، وأباً حنونا، وصديقًا محبا، وزوجًا وفيا ودودًا؟

ثم هل اشتقت إليه صلى الله عليه وسلم كما هو مشتاق إليك؟

(2)
النسب الشريف:


هو سيد ولد آدم وخاتم أنبيائه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة....إلى جده عدنان وعدنان من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام -بالإتفاق-.

وأمه صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، فأبوه وأمه يجتمعان في كلاب وقيل سمي بذلك لأنه كان كثير الصيد بالكلاب.


(3)
قبيلته وأجداده:


وحين نقترب من أصله نزداد يقينا بسمو منزلته، ورفعة شأنه صلى الله عليه وسلم.

فقبيلته هي قريش المشهود لها بالشرف والرفعة وقد امتاز أجداده صلى الله عليه وسلم بالسيادة والقيادة ومن أشهرهم جده قصي، فهو أول من تولى الكعبة من قريش فكان بيده مفتاح الكعبة يفتحها لمن شاء متى شاء، وهو الذي أنزل قريشا ببطن مكة وأسكنهم فيها، وهو الذي أنشأ السقاية والرفادة للحجيج وكان بيده اللواء والقيادة فلا تعقد راية حرب إلا بيده وكان صاحب كلمة نافذة في قومه.

(4)
أسرته صلى الله عليه وسلم:


وأسرته صلى الله عليه وسلم أمارة أخرى على السمو والرفعة، فأسرته تعرف بالأسرة الهاشمية فنسبة لجده هاشم واسمه عمرو وقد عرف بلقبه هاشم لكرمه الشديد فقد كان يهشم الخبز ويفتته في اللحم ليأكل الناس وكان هاشم أعظم أهل زمانه فعرف بسيد البطحاء وهو الذي سن رحلتي الشتاء والصيف وقد ورث من مناصب قصي السقاية والرفادة ثم ورثهما أخوه المطلب ثم أولاد هاشم إلي أن جاء الإسلام وهم على ذلك.



(5)
جده وأبوه وأمه صلى الله عليه وسلم:


جده عبد المطلب سيد قريش في زمانه وصاحب عير مكة كان شريفا مطاعا جوادا، لقب "بالفياض" لسخائه.تشرف

بحفر بئر زمزم بعد أن دفنت دهرا وجهل مكانها، أما والده فكان أحسن أبناء المطلب وأعفهم وهو الذبيح حيث فداه أباه بمائة من الإبل وأختار عبد المطلب لإبنه عبد الله أفضل نساء قريش شرفا وموضعا لتكون زوجه فكانت آمنة فأبوها وهب سيد بني زهرة...وتمت الخطبة والزواج وبنى بها عبد الله بمكة فحملت برسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم مات أبوه في سفر له قبل ولادته.

شهادة الراهب له صلى الله عليه وسلم


وعلى مشارف الشام  يعلو صوت "بحيرا" الراهب حين يرى علامات النبوة على النبي صلى الله عليه وسلم قائلًا: "هذا سيد العالمين هذا رسول رب العالمين هذا يبعثه الله رحمة للعالمين" -وذلك حين أتى النبي صلى الله عليه وسلم بصحبة عمه للتجارة-.
قالوا: "وما علمك بهذا"؟ قال: "إنكم حين أشرفتم من تلك العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خرّ ساجدا ولا يسجدن إلا لنبي، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة وإنا نجده في كتبنا.

(2)
النبي صلى الله عليه وسلم راعيًا للغنم

قال صلى الله عليه وسلم: «وهل من نبي إلا وقد رعى الغنم» (حديث صحيح).
ورعي الغنم من سنن الأنبياء في أوائل حياتهم، وفيها عدة خصال تربوية وقيادية منها: الصبرعلى الرعي من طلوع الشمس إلى غروبها، نظرًا لبطء الغنم في الأكل، والتواضع: إذ طبيعة عمل الراعي خدمة الغنم والإشراف على ولادتها، وحراستها، والشجاعة: فقد يصطدم بالوحوش المفترسة، وكذا الرحمة والعطف: حيث يقوم الراعي بمساعدة الغنم إن هي مرضت أو أصيبت وكذلك فإن طلب الرزق ليس عيبًا ولو كان عملاً متواضعًا كرعي الغنم.

(3)
النبي صلى الله عليه وسلم تاجرًا

ولما شبَّ النبي صلى الله عليه وسلم أتجر مع "السائب بن أبي السائب" وعرف في معاملاته بغاية الصدق والأمانة وخرج أيضا متاجرًا مع غلام خديجة "ميسرة" إلى الشام فربح ربحًا عظيمًا، ورأت خديجة من الأمانة والبركة ما يبهر القلوب وقص ميسرة على خديجة ما رأى في النبي صلى الله عليه وسلم من عزوبة الخلال وبعض الخوارق مثل تظليل الملكين له في الحر...
إن الأمانة والصدق من خصال التاجر كما قال صلى الله عليه وسلم « التاجر الأمين الصدوق المسلم مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة » (الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني، السلسلة الصحيحة و إسناده جيد).

(4)
النبي صلى الله عليه وسلم زوجًا

لقد كانت تبحث العفيفة الطاهرة -كما لقبوها في الجاهلية- عن مثل تلك الخلال فأرسلت "خديجة" صديقتها تبدي رغبتها في الزواج به، ورضي النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وكلم أعمامه فخطبوها على صداق قدره عشرون بكرة (البَكَّرُ : الفتيُّ من الإبل ) ولم يتزوج  النبي صلى الله عليه وسلم في حياتها غيرها حتى توفيت في عمر يناهز ال60 عام  رضي الله عنها وقد رزق منها جميع أبناءه إلا ابراهيم.           


إعداد/ رحاب حسّان
المصدر: فريق عمل طريق الإسلام

إرسال تعليق

 
Top